بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بادئ ذا بدء اعتقد أنكم لستم بحاجة لطرح مثل هالمواضيع ولكن قرأته في أحد الكتب ووجدت به الفائدة قلت لربما يوجد هناك شخص لم يقرأه من قبل فأكون سببا لأفادته
هذا الموضوع وجدته في كتييب باسم مهاراتك الشخصية طريقك للتأثير للشيخ عادل محمد العبدالعالي إمام وخطيب جامع الفرقان
والموضوع طويل ولكن مفيد جدا لذلك أتمنى أن يقرأه الجميع ويواصل ويتابع للنهاية وسوف يجد الفائدة بأذن الله
فكرت بكيفية طرح الموضوع واستقر الرأي على أن اجعله على هيئة حوار بيني وبين الشيخ أتمنى إن أوفق بذلك
أحبتي قراء منتديات زمردة من أعضاء وزوار ضيفنا في هذا اليوم هو فضيلة الشيخ عادل محمد العبد العالي أمام وخطيب جامع الفرقان أتمنى أن تقضوا معنا أمتع الأوقات والى الحوار.
مرهف : فضيلة الشيخ نود أن نسمع منكم عن أهمية الكتابة ؟
الشيخ : أهمية الكتابة
لا يختلف اثنان في أهمية الكتابة فالمكتوب يعبر عن معاني الكاتب ، ويدل على قناعته وبديع أفكاره .
(( ومهارة الكتابة ضرورية لكتابة الخطابات والمذكرات والتقارير والنشرات والملصقات والكتيبات ، كما أنها ضرورية لإصدار وإعداد الكتب والصحف والمجلات ))
والمكتوب على هيئة كتاب أو مقال ييسر نقل المعاني للآخرين كثر عددهم أو قل ، ولك أن تتخيل الكم الهائل من المعاني التي سطرت في آلاف الكتب فضلا عن الجرائد والمجلات الدورية التي بلغ تعدادها مبلغ الأيام ، وكل ذلك من خلال هذه المهارة .
(( ومن هنا تأتي أهمية تعلم مهارة الكتابة .. وأهمية الالتزام بالقواعد والأصول التي تساعد على أن تكون للكاتب أسلوبه وشخصيته المتميزة بالقدر الذي يمنحه الأساس للكتابة الهادفة المؤثرة وبما يترك المجال بعد ذلك لإبراز الموهبة الفردية والتميز الإبداعي ))
ثم إننا عندما لا نقدر على توصيل أفكارنا إلى القراء بطريقة تؤثر فيه وتقنعه فنحن الطرف الخاسر أياً كان موقعنا أو عملنا ... وليس القارئ
مرهف : فضيلة الشيخ لماذا يتخلى الكثير عن الكتابة ألانها تحتاج إلى مهارة وبأنها هواية وموهبة ؟
الشيخ : لا شك أن الكثيرين يتخلون عن الكتابة بدعوى صعوبة هذه المهارة أو لزعم بعضهم بأنها هواية وموهبة ليس لكل أحد ... وهذا العائق وذاك يؤكده بعض الكُتاب فيزداد رسوخاً في الأذهان فتصبح مشكلة تفتك بالمرء من أول خطوة على طريق اكتساب المهارات .. وحقيقة الأمر أن الكتابة مهارة تكتسب بالممارسة كما تكتسب أي مهارة أخرى .. ويقول صاحب كتاب (( لكي يكون لحياتنا معنى )) : (( وإذا كان بعض كبار الكُتاب قال إن الكتابة موهبة فإن بعضهم الآخر يقول بأن الموهبة في الكتابة لا تمثل إلا جزءاً من عشرة أجزاء ، وأما التسعة الأجزاء الأخرى فتتمثل في ممارسة الكتابة نفسها في صبر لا يعرف الملل ))
أما قولهم بأنها مهارة صعبة المراس فهذا ليس كلاماً دقيقاً ، بل سر الصعوبة .
(( أننا هنا سنفرغ الأفكار والمعلومات والأحداث والحقائق والمشاعر والاتجاهات في قالب كتابي ، أي نحولها من باب الفكرة إلى باب التدوين على الورق ))
مرهف : قبل الخوض في جوانب مهمة تتعلق بالكتابة المؤثرة نود من فضيلة الشيخ أن يذكرنا ببعض الأمور ؟
الشيخ : بكل سرور فيحسن أن نتذكر ما يلي :
1- أن الفرد المسلم يتميز عن غيره بأنه يستشعر مسئولية كل كلمة يكتبها .. ومن جميل ما قيل في ذلك قول الشاعر :
وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
2- لا يليق بالكاتب الذي يتقي ربه ويحترم نفسه ، أن يسرق من غيره كتاباته وينسبها إلى ذكائه ومهاراته ... كما أن ذلك تدليس على الآخرين فهو أيضاً تشبعٌ بما لم يعط ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور )) .
3- إجادة هذه المهارة ليس المقصود منه طلب الشهرة ، واستجداء محمدة الناس فاحرص على إخلاص النية وصدق النصيحة للآخرين وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من دل على خير فله مثل أجر فاعله )) .
مرهف : فضيلة الشيخ نود أن نسمع منك بعض الوصايا العامة حول مهارة (( الكتابة المؤثرة )) عند التجربة الأولى لكتابة مقال ؟
الشيخ عادل : اذكر من هذه الوصايا ما يلي :
تتركز المشكلة عند التجربة الأولى لكتابة مقال في الثقة بالنفس فكثير ممن يتشجع للكتابة لا يجد ثقته في ملاحظاته واستنتاجاته إضافة إلى الخوف من لمز الآخرين وعتابهم لما قد يخطئ فيه ، وللقفز فوق هذا العائق لا بد من مواصلة الكتابة ولكن بشكل منظم ولا بأس بتكرار الكتابة لعدد من الموضوعات وعرضها على من كان له خبرة في ذلك على أن لا تنشرها .. وهكذا بعد محاولات عديدة ترسل مقالك الأول .
مرهف : فضيلة الشيخ اعتذر على المقاطعة ولكن أود أن اسمع منك الخطوات التي أتبعها للتغلب على الانغلاق ؟
الشيخ : هناك 10 خطوات للتغلب على الانغلاق الذي قد يصيبك عندما تكتب :
· دوّن أي فكرة تطرأ على ذهنك في أي وقت تخطر لك .
(( إن أي جملة أو عبارة أو كلمة أو رسم أو مخطط تكتبه سوف يساعدك عندما يقترب الوقت الذي لابد عليك أن تكتب فيه )).
· فكر في موضوعك بصوت مرتفع ، وقد جرب بعض المفكرين تسجيل ما يفكرون به من معان متميزة في جهاز تسجيل ثم ينقلونه بعد حين إلى أوراق خاصة مع زيادة في الأفكار انقدحت في الذهن بعد التسجيل أو أثناء كتابة هذا الموضوع .
· أكتب أفكاراً موجزة عن موضوعك بحيث تجيب على هذه الأسئلة :
س/ ما هو الموضوع الذي أكتب عنه ؟
س/ ما الذي أريده من القارئ بعد إطلاعه على هذا المقال ؟
س/ ماذا يحتاج القارئ من معلومات حول الموضوع ليتجاوب مع ما أريد ؟
س/ كيف أستطيع إقناع القارئ ؟
· اكتب بعبارات واضحة وموجزة .
(( فإن القراء تختلف ثقافاتهم منهم المثقف العميق ومنهم العامي البسيط فلكسب هؤلاء وأولئك لا بد من الوضوح والإيجاز ))
· التركيز لا الاستطراد .
· جهز الأدلة الشرعية والأقوال والإحصائيات المطلوبة وكل ما يدعم فكرتك .
· اعمل خارطة من الأفكار الرئيسية التي تريد تغطيتها والتي تأتيك بشكل مفاجئ .
· اكتب المقدمة بعد أن تكون قد كتبت صلب الموضوع .
· قد يكون من المناسب كتابة الخاتمة أولاً .
· لا تحاول أن تكتب أحسن ما لديك من المرة الأولى .
(( إن هدفك الأول هو وضع أفكارك وآرائك على الورق بغض النظر عن الكلمات التي تختارها أو تكتبها التي تستعملها أو الأخطاء التي قد ترتكبها ، إن تصحيح صياغتك للكلام سوف يأتي لاحقاً ، أكتب أفكارك أولاً ، ثم عالج أسلوبك ))
مرهف : خطوات واضحة تشكر عليها ، فضيلة الشيخ ما هي الجوانب التي نستطيع الكتابة والتأليف بها ؟
الشيخ عادل : ذكر أبو محمد أبن حزم أهداف التأليف التي لا يؤلف عاقل عالم إلا في أحدها ، وهي : ( إما شيء لم يُسبق إليه يخترعه ، أو شئ ناقص يتمه ، أو شئ مستغلق يشرحه أو شئ طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه ، أو شيء متفرق يجمعه أو شيء مختلط يرتبه أو شيء أخطأ فيه مؤلفه يصلحه )) . هذا في البحوث والمؤلفات ، أما في المقالات فالمساحة أضيق فيكتفي ببيان خير أو تحذير من شر ، أو تذكير غافل ، أو أخذ العبر في حوادث البشر ، أو تعريف بعالم أو كتاب ونحو ذلك .
مرهف : ما هي قواعد الكتابة الفعالة ؟
الشيخ : الكتابة المؤثرة محكومة بقواعد وضوابط محددة تتحكم في عملية بنائها وتكوينها لتخرج بالشكل الذي يوفر لها صفة التأثير .
ومن أهم هذه القواعد ما يلي :
أولاً : الاكتمال : بحيث يحتوي النص المكتوب على كل المعلومات أو الحقائق أو النصوص الشرعية التي يحتاجها القارئ ليقوم برد الفعل الذي نتوقعه وهذه القاعدة تغني الكاتب عن إعادة إثارة الموضوع من جديد لإكماله إضافة إلى قوة الحجة في العرض ولتحصيل الاكتمال في الطرح يمكن الإجابة عن الأسئلة التالية :
من ؟ متى ؟ أين ؟ ماذا ؟ كيف ؟ لماذا ؟
ثانياً : الإيجاز : فالعبرة في توصيل المعاني تكمن اختيار أقصر الطرق المؤدية إليها .. والإيجاز مرحلة وسج بين الاختصار المخل والتطويل الممل .
ولحصول هذه القاعدة ينبغي التزام التالي :
· حذف الجمل غير الضرورية .
· حذف الجمل المكررة لغير حاجة .
· البعد عن الاستطراد .
· تجنب المبالغة الزائدة .
· تجنب الكلمات الغامضة .
· ما أتفق على معرفته بين القراء لا يحسن طرحه وإطالة الموضوع به .
· تجنب المقدمات الطويلة .
ثالثاً : الدقة : وهي تعني التحديد وعدم الدوران حول الكلمات والموضوعات العامة : ولهذا ينبغي ألا تكتب إلا ما تستطيع إثبات صحته ، إما بتقديم دليل مكتوب أو اعتماد على أكثر من مصدر )) ومن سمات الدقة ما يلي :
· توضيح المصطلحات والمفاهيم .
· مراعاة الدقة في الترجمة عن اللغات الأخرى .
· التأكد من صحة الأسماء .
· الدقة في استخدام الأرقام والتواريخ .
· تمييز الكلمات والجمل المقتبسة عن بقية كلمات الكاتب بوضع ما يسمى بعلامة التنصيص .
· الدقة في نقل الآيات ، ونسبة الأحاديث إلى مراجعها ، والأقوال الى قائلها .
رابعاً : الموضوعية : زهي تعني فصل الرأي عن الحقيقة ، والحياد وعدم التحيز إلا للحق القائم على الثوابت الشرعية .. ومن صور عدم الموضوعية :
· وصف الآخرين بصفات تنفر منهم مع أنها تخالف واقعهم .
· تجاهل أحداث مهمة ونجاحات نافعة للناس لأن أصحابها غير مرضي عنهم .
· الاهتمام بأشخاص تافهين والمبالغة في عرض نشاطاتهم مع عدم فاعليتهم لمجتمع حقيقة وذلك لأن أصحابها مرضي عنهم لدى الكاتب
· تقديم الآراء على أنها حقائق .
· ذكر الإيجابيات دون السلبيات والعكس صحيح .
· استخدام العناوين للإيحاء باتجاه معين .
· تكرار عرض جهود نشاط ما كدعاية له .
خامسا ً : البساطة : فالبساطة سمة هامة من سمات التحرير الكتابي الذي يعرض الاحداث والأفكار بطريقة مفهومة ، وهي لا تعني الكتابة التافهة السطحية أنما المقصود بها ما كُتب باسلوب سهل يدركه القراء ويفهمونه بكل يسر .
يتبع ----------------->>>>>>>>>>>